حوار مع ڤيكتور دينوت

 

 حوار مع ڤيكتور دينوت
Viktor Denoth
 كبير مدربي جامعة زيورخ
أ جراه في زيورخ بالألمانية وترجمه إلى العربيةثابت عيد
 
 فيكتور دينوت هو كبير المدربين في جامعة زيورخهو شخصية متميزة بكل المقاييسعرفته منذ التحاقي بجامعة زيورخ
 سنة٠٨٩١ مكان يقود تمرينات اللياقة البدنية في صالة المبنى الرئيسي للجامعة الفيدرالية في زيورخمنذ البداية شد انتباهي لتميزه    عن الآخرينفهو يمارس الرياضة بحب وحماس لا نظير لهماوهو يتمتع بأخلاق رياضية نبيلةوهو متواضع
 وليس مغرورًاوهو لا يكفعن الحركة.
 شخصية فيكتور دينوت تذكرني بأيام صباي في مصر حين كنتُ ألعب في أشبال النادي الأهلي القاهريكانوا يطلقون  
على لاعبيالأهلي في ذلك الوقت لقب »الشياطين الحمر«. وهو لقب اكتشفت بعد ذلك وجوده في لغات أوروبية أخرىوالمقصود هنا بلفظالشيطان هو الإنسان الماهر، السريع، الموهوبوهذا اللفظ بالمناسبة أطلقه القدماء على أبي حنيفة نظرًا لسرعة بديهته،
 وتفننه فيالحيل الفقهية، فكانوا - كما يحكي الجاحظ - يشبهونه بالشيطان الذي خرج من البحر!
 فيكتور هذا هو شيطان بالمعنى الرياضي أو الفقهي للكلمةفهو بالفعل لا يكف عن الحركة، وهو مدرب موهوب جدًا، وهو فضلا  عن ذلك »شقي« جدا (بالمعنى المصري للكلمة!). فهو مثلا يستخدم الدراجة البخارية في تنقلاته، بالرغم من أنّه قارب الستين منالعمر!  و  هو فضلا عن ذلك يتمتع بلياقة بدنية عالية جدًا تفوق بكثير لياقة من هم في سن العشرين أو من هم في سن أولاده أو ربماأحفاده!  
 وهو مقلل جدا في طعامه إلى حد يثير الاستغرابفكثيرًا ما كنتُ ألمحه بعد التمرينات السويدية يتناول برتقالة وموزة كوجبة الغذاء!   فهو يتعامل بحذر شديد مع الطعامكما أنّه لا يؤمن بالتكثير من الأكل في الوجبة الواحدة، ويفضل عن ذلك وجبات صغيرة متعددة.وه   و رأي ينبغي احترامهوتجدر الإشارة هنا إلى أن أبا زيد البلخي قد ذكر في كتابه »مصالح الأبدن والأنفس« أنّ الملوك يفضلون تناول   وجبة واحدة شاملة في اليوم!
 من ضمن مسؤوليات فيكتور الجامعية تنظيم حوالي خمسين معسكرًا للجامعيين سنويًاوهذا يجعله خبيرًا محترمًا في هذا المجالكما يشرف فيكتور على تنظيم الدوري الجامعي في كرة القدم منذ سنوات طويلةومن إنجازاته المتميزة أيضًا إدخاله لرياضة الدراجات الثابتة في الصالات المغلقة لأوّل مرة في سويسرا، وهي ما يُطلق عليه رياضة الاسبيننج - حيث يقود مدرب متخصص على إيقاع   الموسيقى تمرينات مختلفة على الدراجة الثابتة داخل الصالات المغلقةوقد نقل فيكتور هذه الرياضة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى زيورخ عندما رآها لأول مرة في مدينة نيويورك قبل سنوات عدة
 التقيت فيكتور وحاورته سريعًا، مع الاعتراف أن فكرة الاستفادة من خبرته في عالمنا العربي كانت دائمًا تراودنيبدأت حواري    معفيكتور بالسؤال التالي:
ماذا تعني الرياضة بالنسبة لك؟
الرياضة هي كل شيء في حياتيإنّها مهنة وهواية في الوقت نفسه.
لا أعرف رياضيًا يمارس الرياضة بحماس وعشق مثلك - فهل تضطر إلى إهمال أشياء أخرى في حياتك من أجل الرياضة؟
نعمأنا مقصر في الثقافة والفنون.
كيف ترى الفارق بين جسم الإنسان في سن العشرين وبين جسمه في سن الخمسين؟
سأكمل الستين من عمري العام القادمالجسم الإنساني في سن الستين يشعر بالتعب سريعًا، وتظهر عليه علامات تآكل الأعضاء.
الناجحون في الحياة مثلك غالبًا ما لا يلاقون إلا معجبين أو حسدةفكيف تواجه الحسدة في حياتك؟
أنا لا أعرف حسدة!!
ما هي أحب أنواع الرياضة إلى نفسك؟
الدراجات وتسلق الجبال.
ما هي أنواع الرياضة التي تقوم بتدرسيها وقيادتها في الجامعة؟
تسلق الجبال، رفع الأثقال، استشارات رياضية، لياقة بدنية، دراجات في الصالة، رياضات الجبال والتزحلق على الجليد.
ما هو القدر الذي يحتاجه الجسم البشري من الرياضة يوميًا في رأيك؟
القدر الذي يجعله يشعر بالصحة والسعادة.
أنت تتعامل بحذر شديد مع الطعامفهل تعتبر الطاعم عدوًا؟!
لاولكن بعض مشاهير الأطباء يرى أن الإنسان يلتهم الكثير من الطعام، ولا يشرب إلا القليلأنا أعتقد هذا أيضًا، ولذلك أحاول أنأقلل من الطعام، وأكثر من السوائل.
ما هو الأخطر على صحة الإنسان من وجهة نظركعدم الحركة أم التدخين - أم الحلويات - أم الدهون - أم المشروبات الكحولية؟
التدخين والحلويات.
ما أهمية التنويع في الرياضة؟
التنويع هو أهم شيء في الرياضة.
قدمت على مر السنين إسهامات عظيمة للرياضة الجامعية في زيورخما هي الأعمال التي تفخر بها بصورة خاصة؟
مسألة تقييم الأعمال هي مسألة نسبيةولكن لعل أكثر ما يسعدني هو امتلاكنا لأكبر منشآت على مستوى العالم خاصة بالتسلقداخل الصالات المغلقة.
كيف ترى العالم العربي؟
أراه عالمًا شيقًا، ولكني لا أعرف للأسف إلا القليل عنه.
إذا جاءك عرض من دولة عربية للعمل كخبير رياضي - فهل تقبله؟
أنا أحبُّ التدريس في كل مكانولكن في سن الستين أعتقد أن المهمات القصيرة تناسبني أكثرومع ذلك فأنا لن أقول لا لأي عرضمغرربما كمدرب خاص لشخصية كبيرة في الخليج!
فيكتور - شكرًا لك على هذا الحديث.

 

 
 
 
© 2017 Eid Media. All Rights Reserved.